إن شروق الأرياف يمتد شعاعه بين كثبان السحاب حتى يتجلى جمالًا وعذوبة كفاتنة شاح الهواء بسترها وأضحى الندى قطراته منسكبة فوق الاوراق حياء وحياة، والطيور تتناغم أصواتها تغاريد تردد النشيد ، هي فطرة الكون في حياة الطبيعة ،استيقظ جون بعد أن كاد النوم يسلبه هذا الجمال ورذاذ المطر قبل الشروق هتان يذيب العناء والحقول الملهمة بغناء الطيور تزدان اخضرارا وجمال .

ابتسم جون وهو يتأمل الحب الذي تتدفق انهاره غزلا في متعة الحياة مع كاثي ، تبسمت حيويتها المتعبه عندما حدق فيها هي وردته التي تحويه بين أوراقها لينعم بدفء الحنان .

إنه الحب عندما تختاره بعناية قلبيه في حياتك تكون مخرجاته موسيقى هادئه تروي النفس عشقا والفة ويكون الهدوء والنضوج والتسامح ، طبع قبلة غرام تترجم الاحساس لهذه الوردة .

دخل المطبخ جهز كوبه الساخن من الحليب الممزوج بقليل من القرنفل وشريحة خبز قد اعتلاها بريق ذهبي من الزبده وصب قليلا من العسل ، أكل وجبته حاول أن تشاركة كاثي إفطاره لكنها بدت عليها آثار التعب وجهها قد كساه الشحوب مما جعله يفكر أن يذهب إلى أمه إيلين حتى ترقب اللحظات الحرجة عند الولادة ، خرج من الكوخ يتأمل الحياه وفي طريقة الى امه استقبله الكلب بنباح الترحيب نادى جون عليها خرجت اليه مازالت في يديها قطعة خبز تتناول افطارها الصباحي مع هايدي ، لوح لهايدي ردت التحية وامامها على الطاولة ابريق من الشاهي المحمر جمالا ، هم بالدخول لكن أخبرها بحالة كاثي قالت إيلين انتظرني قليلا على كرسي خشبي صغير تستريح عليه امه قبل الغروب كل يوم جلس والكلب ينظر اليه خرجت هايدي ووضعت امامه كوب الشاهي ليحتسي حتى تستعد امه وتكمل افطارها وأخذت بعض الأشياء الضرورية لمثل هذه الحالات بممارسة الطب الفطري فهي قد علمتها الخبرة والتجارب كيف تتعامل مع الأحداث ورافقت هايدي إيلين إلى كاثي حيث يعتصر الألم في أحشائها.

إنها الولادة وساعة تشخص فيها الأبصار فيها الحياة والنور لمستقبل جيل قادم ودعهم جون يريد الذهاب إلى الحقل وهو يردد الأهاجيز مع الطيور تذكر أن ياخذ معول الحرث من كوخ أبيه بدات الاعشاب والحشائش كثيفه حول الكوخ ، تلمس الباب هناك شعور غريب لبقايا الرحيل بقاياهم عندما لا يطمس الزمن اثارها فتح الباب وهبت روائح الذكرى مختلفة عن كل شيء تمعن كثيرا في الكوخ أخذ معول الحرث قد بدات دابة الارض تقرض في عصاته مسح بنائهم ورفع راسه الى زاوية الكوخ هناك قبعة أبيه وقف صامتا أمام الاشياء التي تتجسد الأرواح في أصحابها أخذه الشوق فطرة إليها اشتم رائحتها الممزوجة ببقايا الغبار ، أعادته الذكريات إلى سنينها الغابرة شوقا إلى من كان يرعاه في الطفولة كان شريط عابر بألوانه ومواقفه وحياته وكل شيء. دمعت عيناه رحمة على أبيه ، إنها الحياة تجعلك تقف صامتا بين أيامها تجرفك الذكريات في لحظات كنت طفلا واليوم أبا وغدا لديك أحفاد .

حياة هكذا نمط العيش فيها ولكننا متمسكون بها غراماً وحباً وكلما تقدم العمر أصبح الخوف يعطيك من فواجع الأيام عصاة تقوى بها على السير حتى تكتمل .

وضع القبعة على رأسه وأغلق الكوخ وقد خط على طاولة صغيرة عليها بقايا التراب مازلت أشتاق إليك يا أبي ، كنت شيئا عظيما في حياتي لم يبق لي سوى الألم والذكرى .

استعاد قواه وربط جأشه بحبل الصبر وذهب إلى الحقل كانت السماء غائمة وقد أثقلت عيونها غزارة من المطر بدأت حبات المطر تتساقط.

إنه جمال الربيع وروائح الأزهار عبق في أنفاس الهواء إنه موسم الزراعة ونثر البذور حتى تزدان وجْنَتَا الأرض احمرارا واخضرار بالفراولة
وتنمو الحقول و الطيور تعزف ألحانها فناً وانشراحا وتبتهج الأنفاس ، الحقول المجاورة تعج بالأفراد كلهم تجمعهم هذه الزراعة لأنها شريان الغذاء لتستمر الحياة ، بدأ النداء على جون من أبناء الريف يلوحون له بقبعاتهم وأيديهم لقد كانت قبعة والده جاك لها انعكاس براق في عيون اصدقائه وأبناء الريف .

لقد كان جون من عائلة لها تاريخها العميق في هذا الريف بدأ جون يلوح لهم ويردد الأغنيات فرحاً بقرب موعد المخاض لزوجته أمضى بعض الوقت في الحقل حتى لاح الكلب الصغير في الحقل ينبح بصوته على جون ويركض إليه كأن رائحة جون ذهب بها الهواء إلى حيث يكون لقد كان حاضرا يرى المشاهد ويرى الحركة الدؤوبة داخل الكوخ ، أطلق نباحا خفيفا إنها الحيوانات لديها مفاهيم ربانيه تجعلها الأيام تتصرف كما يريد البشر.

وعندما نظر جون إلى الكلب ورأى ما يصنع من حركات سريعة انطلق وتوقف ثم عاد وانطلق عرف جون أن هناك أمرا يحتاج إلى المتابعة وضع أدواته وذهب مهرولا حتى دخل الكوخ فوجد الاضطراب والقلق همست أمه إيلين عليك الانتظار خارجا وأنا أتدبر الامر .

هل اذهب لإحضار أحد للمساعدة؟

الأم إيلين لا كل شي على ما يرام ،بدأ صراخ كاثي يرتفع ، هناك في كوخ قريب منهم جارتهم وزوجها وأطفالها الصغار ، كان جون على كرسي خارج الكوخ يتصبب عرقا ونفسه في اضطراب سمع بكاء الطفل كأنه يريد أن يقول لأبيه لقد وصلت رحلتي من تسعة أشهر وأنا في طور النمو من ماء إلى طفل من لحم وعظم ودم ، خرجت هايدي مبتسمة إنها طفلة جميلة ، فز جون وابتسم كاد أن يطير به الفرح نحو السماء ، لوح بيده لجاره وزوجته لقد ولدت كاثي طفلة سيكون هذا العام سعادة في أجواء الربيع ، بينما الجدة إيلين لديها شعور غريب غسلت الطفلة ووضعتها في لفة من القماش فقد كانت الخزانة فيها ملابس الطفلة من أول رحلة كانت إلى المدينة دخل جون وكانت السعادة تملأ المكان الكل في سعادة غامرة هناك أشياء تدور في النفوس خوفا أن تكون هذه الطفلة عمياء ، هل هناك جينات متوارثة في العائلة أم هناك حالة فقط لهنري.

استعادت الجدة إيلين شريط الذكريات للعائلة لا يوجد شيء من هذا خرج جون إلى محطة القطار يريد أن يجلب بعض الحاجات لزوجته كاثي وبعض العقاقير التي تكون هي بلسما لحالات الولادة وبعض الاشياء للطفلة ، بادرت هايدي هل هناك اسما لهذه الجميلة صمتت كاثي وجون ركب دراجته وذهب للحاق بموعد القطار في المحطة تبقى ٢٥ دقيقة لحضوره .

وصل جون لمحطة القطار لكن الرحلة قد غادرت عاد والفرح ينير طريق عودته هناك بعض من بقايا الدواء في الكوخ ، لقد أصبح الكوخ فيه أنيسة تملا الدنيا يقظة وفرحا وجمالا .

أشعلت الجدة إيلين شمعة ووضعتها بجانب النافذه استبشارا بقدوم هذه الطفلة ، أخذت هايدي هنري ووضعت الحليب في فمه إنه يبكي كأنه أراد أن يكون استبشاره واستقباله لطفلة جميلة تعبيرا بالبكاء . ستكون هذه الطفلة ذات يوم هي نور الحب الذي يتوقد شعاعه قمررا منيرا في طريق حياته .

إنها أقدار تكتب السعادة والشقاء في البيوت قد تكون صدفة أو غربة أو قرابة أو سعادة يلدها الشقاء في غربة الحياة .

الى ،،، يرقة أخرى في ريف الاعمى الذي يحلم أن يرى السماء .

ابتسم ايها الانيق
هكذا نعيش في الحياه